دعونا نتفق بأن عملية استقطاب الموظف الكفؤ عملية معقدة ومكلفة تحديداً للمؤسسات التي تعتبر الاستثمار البشري رسالة وتنظر إليهم كأصول وإلى رواتبهم كعائد استثماري لا بند يدخل ضمن تصنيف التكاليف.
من أصعب اللحظات في عملي الاستشاري تكمن في نقاش مسألة استقالة موظف متميز كان بالنسبة للمؤسسة ركن ارتكاز متين.
بافتراض أن عملية الاستقطاب الوظيفي تمت باحترافية عالية السؤال الموجه لأي مؤسسة:
كل ما أخشاه أن تكون هذه الأسئلة قد طرحت في الوقت بدل الضائع ولكن باعتبارها قد طرحت وبأننا أمام واقع أقل ما يوصف بأنه غصة في الحلق وصداع حقيقي فإنا قد فقدنا أحد أفضل موظفينا لأنه حصل على فرصة عظيمة في مكان آخر.. خاب أملنا فيه حقاً.
ماذا يجب على فعله كمسؤول مباشر للموظف المستقيل أو كمدير للمؤسسة؟
أولاً وقبل كل شيء أرسل له التالي:
"شكرًا لك على كل مساهماتك الرائعة. حقيقة أكره أن أراك تغادر مؤسستك، لكنني وبذات الوقت متحمس جدًا من أجلك، وأود أن أهنئك على هذه المرحلة الجديدة من حياتيك المهنية. مني ومن كل فرد في المؤسسة نتمنى لك كل النجاح."
ثانياً: عندما يستقيل الموظف:
1) اشكره على كل مساهماته.
2) عامله باحترام.
3) تمنى له الأفضل.
4) ومن ثم دون الدروس المستفادة من خلال الأسئلة الأربعة التي طرحتها أعلاه وابدأ بضبط البوصلة من جديد. لكيلا تفجع بطلب استقالة أخرى على بريدك الإلكتروني أو على طاولة مكتبك في اليوم التالي.
وأخيراً:
عامل الناس جيدًا لحظة دخولهم إلى المؤسسة ولحظة خروجهم منها. فالسمعة المهنية إن ذهبت لا يصلحها سوى الهدم وإعادة البناء من جديد.